الجمعة، 11 أبريل 2014

قصيدة الهجران لشاعر السيف

قصيدة الهجران لشاعر السيف والقلم محمود سامى البارودى 





احمد عبد القوى 


ننشر قصيدة (الهجران ) لمحمود سامى البارودى الملقب بشاعر السيف والقلم والذى ذهب إلى الأستانة عام 1857 م وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك نحو سبع سنوات 1857-1863. ثم عاد إلى مصر في فبراير 1863 م عينه الخديوي إسماعيل معيناً لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة. 


ضاق البارودي برتابة العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد، فنجح في يوليو عام 1863 في الانتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة البكباشي العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه، وأثبت كفاءة عالية في عمله. تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل. 

اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة أقريطش (كريت) عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة. وكان أحد أبطال ثورة عام 1881 م الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في 4 فبراير 1882 م حتى 26 مايو 1882 م.


وهذا نص القصيدة :


رُدواعَليَّ الصِّبَا من عصري الخالي وهل يعود سَوَادُ اللِّمَّةِ البالي؟
ماضٍ من العيش ما لاحت مخايِلُهُ في صفحة الفكر إلا هاج بَلْبَالي؟
سَلَتْ قلوبٌ ، فَقَرتْ في مضاجِعِها بعد الحنين وقلبي ليس بالسالي
لَمْ يَدْرِ من بات مسروراً بِلَذتِهِ أني بنار الأسى من هجره صَالي
يا غاضبين علينا ! هل إلى عِدةٍ بالوصل يَوْمٌ أُناغي فيه إقبالي
غبتم ، فأظلم يومي بعد فُرقَتِكم وساء صُنعُ الليالي بعد إجمالي
قد كنت أحسبُني مِنكم على ثِقَةٍ حتى مُنِيتُ بما لم يَجْرِ في بالي
لم أجنِ في الحُبِّ ذنباً أستحق به عَتْباً ، ولكنها تحريفُ أقوالي
ومن أطاعَ رواةَ السُّوءِ - نَفَّرَهُ عن الصديق سماعُ القيل والقالِ
أدهى المصائب غَدْرٌ قبلهُ ثِقَةٌ وأقبح الظُّلم صدٌّ بعد إقبالِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق